لفت انتباهي وأنا راكب أحد الباصات شاب في السادسة عشر من عمره وهو يتلقى مكالمة هاتفية
اغضب الركاب بسبب الكلمات ونبرة صوته بالحديث وأسلوب مختلف وهو يتناول كلمات غزلية ورومنسية جداً:
(احبك - يا عمري - يا روحي - ولمسات يديك - حبيبتي الغالية - ياعيوني وكل حياتي ..... الخ)
كلمات مخجلة كان يرددها دون حيآء والبسمة مرسومة على وجهه
وهناك امرأة في المقدمة كانت تستغفر الله على هذا الجيل الصاعد الذي لا يمتلك حتى ذرة خجل أو حياء
كنت أنا بجانب الشاب أحاول عبثا أن أجعله يخفض من صوته دون جدوى وهو في قمة الراحة والسعادة
ولا يبالي بما يجري حوله من نظرات احتقار وهمسات ساخرة حتى أوشكت المكالمة على الإنتهاء والركاب في قمة الغضب.؟.!
وعندها ختم الشاب مكالمته بالقول: (حماك الله يا أمي - يا حبيبتي - أدعي لي بالتوفيق حتى أعود بسلام لأقبل رأسك وقدميك يا أمي الحبيبة) !!
وساعتها انصعق الركاب جميعاً خجلاً من سوء تفكيرهم ومن حال أبنائهم
أما المرأة التي كانت تستغفرالله في المقدمة ماكان منها إلا أن أوقفت الباص وعيونها تدمع وتوجهت لتقبل رأس الشاب والآخرون ينظرون إليها وهم في قمة التوتر والدهشة من موقف الشاب العظيم وقاموا بتحيته ومدحه على بر والدته
وقال له أحدهم هل تعلم أنك تركت شيئاً ثميناً فينا؟
فتعجب الشاب وقال وما هو ؟
فقال له لقد تركت فينا درساً عظيماً مؤثراً ونادراً من نوعه عن بر الوالدين
وقال أين نحن من هذا الشاب ؟ وأين أبناؤنا ؟؟؟
كانت دموع الرجل تتساقط بشدة وهو يقبل رأس الشاب
إخواني أخواتي : الأم نعمة فلا نخسرها وهي غير راضية عنا
أحسنوا الظن بالآخرين .
________________________
ملاحظة : هذه القصص لأخد العبر و التعلم منها فقط ( ليس شرط ان تكون قصص واقعية )
ملاحظة : هذه القصص لأخد العبر و التعلم منها فقط ( ليس شرط ان تكون قصص واقعية )


احسن الظن ولا تحكم على الظاهر
ردحذفلا.نسيىءالضن.بالناس
ردحذف