القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر المواضيع

أخر الاخبار

قصة الملك الثري و الرجل الصالح



 رجل أتاه الله من ملكه الكثير والكثير، كان يحتل قمة الثراء، ولا يوجد بكل بلاده من هو أغنى منه.

كان يغدق بالنعم الكثيرة على أهله، والده وإخوته وزوجته وأبنائه، وكانت له أم طريحة الفراش لا يراها قط.

 وذات يوم كان يجلس على عرش مملكته، يرقب أعماله من سفن بالميناء وعمال وإلى آخره، أتاه رجل صلاح ليدعوه للعمل إلى آخرته حيث أنها التي ستنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ولكن الرجل الثري امتنع، أخبره أنه لا حاجة إليه للصلاة فهو يملك كل شيء، يملك كل ما يتمناه أي إنسان وأكثر، يملك أسرة محبة له والأموال الطائلة.


عرض عليه الرجل الصالح فكرة تثبت صدق ما يقول، وافق الرجل الثري على فكرته؛ قام بوضعه داخل تابوت وجاء بأربعة من الرجال حملوا التابوت، وذهبوا به لأهله ومعهم الرجل الصالح.

كانوا مجتمعين جميعا، أخبرهم الرجل الصالح، لقد توفي إثر حادث مرير تعرض إليه، جميعهم بكوا عليه أِد البكاء،، كان الرجل الثري بالتابوت يسمع كل شيء.

قال أحد إخوته: “نريد أن نراه”.

فأجاب الرجل الصالح: “لن يتمكن أحد من رؤيته، فهو الآن داخل التابوت ومعه ثعبان عملاق حيث أنه كان تاركا للصلاة، ولم يقبل على صلاته ودعائه طوال حياته ولا مرة واحدة؛ ولكن يمكنكم مساعدته، فبإمكان أحدكم إن لمس قدميه يعطيه البعض من أيام عمره المتبقية”.

الجميع أبوا أن يعطوه ولا يوما واحدا من عمره، لا إخوته ولا أبيه ولا حتى زوجته وأبنائه؛ تذكر الرجل الثري كلام الرجل الصالح عندما أخبره أن مالك وأهلك لن يدخلوا معك القرب، وإنما عملك الصالح فقط من سيؤنسك بالقرب وينير لك إياه

الجميع تنكروا له على الرغم من معاملته الحسنة لكل منهم، بقيت واحدة أمه، جاءت على عجل شديد، وطلبت من الرجل الصالح أن تؤتي ابنها كل ما تبقى من عمره حتى يعود للحياة ويعمل الكثير من الصالحات ليلقى ربه سبحانه وتعالى راضيا عنه.

خرج الرجل الثري من تابوته والدموع تتساقط من عينيه، خر على الأرض يقبل قدمي والدته التي منذ أن رقدت بالفراش نسي أمرها تماما، انتبه لصلاته وعمل الصالحات، ولم يعد ينفق كل وقته وأمواله على عائلته وأسرته حيث أنهم لو يكونوا على قدر الظن الذي كان يضعه بهم؛ لقد خذله الجميع إلا والدته التي في الأساس خذلها هو من قبل.

شكر الثري الرجل الصالح على أجمل نصيحة قدمها له فادته بحياته قبل مماته، فأصبح يأخذ من الحياة ما يزود به رحلته للآخرة.

reaction:

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

 نتمنى أن يكون قد اعجبكم هذا الموضوع الذي نشاركه معكم 
تعلم وارتقي دائما في الخدمة  
لا تنسى وضع تعليق  من اجل دعمنا و شكرا 
لقراءة المزيد من القصص والمعلومات PDF 
 وتحميل الملخصات من هنا 
تحميل تطبيق القصص